أين يقع سد يأجوج ومأجوج؟
وسد يأجوج ومأجوج: هو السد الذي بناه ذو القرنين، ليحجز يأجوج ومأجوج عن أذية الناس.
فهل يُعرف مكانه بالتحديد؟
فهل يُعرف مكانه بالتحديد؟
روى الإمام محمد بن جرير الطبري بسنده عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس في قوله: حتى إذَا بَلَغَ بينَ السَّدَّيْنِ، قال الجبلين: الردم الذي بين يأجوج ومأجوج، أمتين من وراء ردم ذي القرنين، قال الجبلان: أرمينية وأذربيجان. اهـ. تفسير الطبري 16/16.
وعنه تفاسير: معاني القرآن 4/293 والمحرر الوجيز 3/541 وزاد المسير 5/189 والجامع لأحكام القرآن 11/55 والدر المنثور 5/454 وفتح القدير 3/313.
وعنه تفاسير: معاني القرآن 4/293 والمحرر الوجيز 3/541 وزاد المسير 5/189 والجامع لأحكام القرآن 11/55 والدر المنثور 5/454 وفتح القدير 3/313.
وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحميري: ذكر ابن عفير، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، أرسل خمسة وعشرين رجلا، إلى سد يأجوج ومأجوج، ينظرون كيف هو، وكتب إلى ملك الخزر، أن يجوزهم إلى من خلفه، وأهدى إليهم هدايا، ففعل حتى انتهوا إلى الجبلين، فرأوا بينهما مثل البصيص، وهو بريق الصفر في الحديد، وسمعوا جلبة من داخل السور، ورأوا درجًا يُرقى فيه إلى أعلاه، فصعد فيه رجل منهم، فلما بلغ وسطه تحيَّر فسقط فمات، وانصرفوا بقطعة مسحاة وجدوها عند السد. اهـ. الروض المعطار في خبر الأقطار 1/310.
وقال أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله ابن خرداذبة: حدّثني سلاّم الترجمان، أن الواثق بالله رأى في منامه، أن سدَّ يأجوج ومأجوج قد انفتح، فدعاني وقال: اخرج إلى السد وعاينه، وجئني بخبره. وضمّ إليَّ خمسين رجلا، وأعطانا ما يلزمنا، فشخصنا إلى صاحب إرمينية بتفليس، فكتب لنا إلى صاحب السرير، وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك اللاّن، وكتب لنا ملك اللاّن إلى فيلان شاه، وكتب لنا فيلان شاه إلى طرخان ملك الخزر، فوجَّه معنا خمسة أدلاء، فسرنا من عنده ستة وعشرين يومًا، فانتهينا إلى أرض سوداء منتنة، ثم صرنا إلى مدن خراب، كان يأجوج ومأجوج يتطرَّقونها فخرَّبوها، ثم صرنا إلى مدينة إيكة، التي كان ينزلها ذو القرنين بعسكره، ثم صرنا إلى جبل عالٍ عليه حصن، والسدُّ الذي بناه ذو القرنين، هو فجٌّ بين جبلين عرضه مائتا ذراع، فحفر أساسه ثلاثون ذراعاً إلى أسفل، وبناه بالحديد والنحاس، ثم رفع عضادتين مما يلي الجبل، من جنبتي الفجِّ، عرض كل عضادة خمس وعشرون ذراعًا، في سمك خمسين ذراعًا، وكله بناء بلبن من حديد مغيَّبٌ في نحاس، وارتفاعه مدُّ البصر، وفوق ذلك شُرَفٌ حديد، وبه باب حديد، له مصراعان معلّقان، عرض كل مصراع خمسون ذراعاً، في ارتفاع خمس وسبعين ذراعاً، في ثخن خمس أذرع، وعلى الباب قفل طوله سبع أذرع، في غلظ باع، ومع الباب حصنان، وفي أحد الحصنين آلة البناء، التي بُني بها السدُّ، من القدور الحديد، والمغارف الحديد، و بقية من اللبن الحديد، قد التزق بعضه ببعض من الصدأ، وبتلك الحصون حفظة، على عنق كل رجل مرزبَّة، فيضرب القفل بها ضربة في أول النهار، وفي العصر، ثم يقعدون إلى مغيب الشمس، ليعلموا أن يأجوج ومأجوج لم يحدثوا في الباب حدثًا. وبالباب شقٌ، مثل الخيط دقيق، فأخرجت سكّينًا، فحككت موضع الشق، فأخرجت منه مقدار نصف درهم، لأُريه الواثق بالله. وفي الجبل موضع القدور، التي كان يخلط فيها النحاس، ويُغلى فيه الرصاص والنحاس، والجبل من خارج مسلطح قائم أملس أبيض. وقد سألنا من هناك: هل رأيتم من يأجوج ومأجوج أحدًا؟ فـذكروا أنهم رأوا مرةً عددًا فوق الجبل، فهبَّت ريحٌ سوداء، فألقتهم إلى جانبهم، وكان مقدار الرجل في رأي العين، شبرًا ونصفًا. فلما انصرفنا، أخَذَنَا الأدلاء إلى خراسان، ثم إلى سمرقنـد في ثمانية أشهر، ووردنا على أسبيشاب، وعبرنا نهر بلخ، ثم صرنا إلى شروسنة، وإلى بخارى، وإلى تِرمذ، ثم وصلنا إلى نيسابـور. ومات من الرجال الخمسين في الـذهاب اثنان وعشرون رجـلا، و في المرجـع أربعة عشـر رجلا، ولم يسلم من المأتي بغل التي كانت معنا، إلاّ ثلاثـة وعشـرون بغـلا، ووصلنا سـرّ من رأى، ونحن أربعة عشر رجلا، فـدخلت على الواثق فأخبرته بالقصة، وأريته الحديد الذي كنت حككته من الباب. وكان وصولنا إلى السدِّ، في ستة عشر شهرًا، ورجعنا في اثني عشر شهرًا وأيام. انتهى ملخصًا من المسالك والممالك 1/141– 145.
وعنه ورد بتمامه في: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق 2/934– 938 والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم 1/294– 297 وتنوير الغبش في فضل السودان والحبش 1/88 – 93، ونهاية الأرب في فنون الأدب 1/347–350، وتاريخ الإسلام 3/246– 248، والروض المعطار في أخبار الأقطار 1/310–311.
وعنه ورد مختصرًا في: الفصل في الملل والأهواء والنحل 1/96، والتبصرة 1/168– 169، وتفسير الرازي 21/144، ومعجم البلدان 3/199– 200، وآثار البلاد وأخبار العباد 1/246، وتفسير غرائب القرآن 4/460، والبداية والنهاية 7/125، وتفسير ابن كثير 5/196، ومقدمة ابن خلدون 1/79، ونظم الدرر 4/505، والنجوم الزاهرة 2/259، واللباب في علوم الكتاب 12/561.
وعنه ورد بتمامه في: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق 2/934– 938 والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم 1/294– 297 وتنوير الغبش في فضل السودان والحبش 1/88 – 93، ونهاية الأرب في فنون الأدب 1/347–350، وتاريخ الإسلام 3/246– 248، والروض المعطار في أخبار الأقطار 1/310–311.
وعنه ورد مختصرًا في: الفصل في الملل والأهواء والنحل 1/96، والتبصرة 1/168– 169، وتفسير الرازي 21/144، ومعجم البلدان 3/199– 200، وآثار البلاد وأخبار العباد 1/246، وتفسير غرائب القرآن 4/460، والبداية والنهاية 7/125، وتفسير ابن كثير 5/196، ومقدمة ابن خلدون 1/79، ونظم الدرر 4/505، والنجوم الزاهرة 2/259، واللباب في علوم الكتاب 12/561.
وقال الإمام محمد بن جرير الطبري: دخل مطر بن ثلج التميمي، على عبد الرحمن بن ربيعة بالباب، بعد فتح أذربيجان، وعنده شهربراز صاحب أذربيجان، فدخل عليهم رجلٌ، فقال شهربراز: إني بعثته منذ سنين نحو السد، لينظر ما حاله ومن دونه، وزودته مالا عظيمًا، وكتبت له إلى من يليني، وسألته أن يكتب له إلى من وراءه، حتى انتهى إلى الملك الذي السد في ظهر أرضه، فكتب له إلى عامله فأتاه. قال الرجل: فلما انتهينا، فإذا جبلان بينهما سد مسدود، حتى ارتفع على الجبلين، بعد ما استوى بهما، وإذا دون السد خندقٌ أشد سوادًا من الليل لبعده، فنظرت إلى ذلك كله ثم انصرفت. فأقبل عبد الرحمن على الرجل وقال: ما حال هذا الردم وما شبهه؟ فقال: مثل ثوب هذا، يعني مطرًا. وكان على مطر قباء برود يمانية، أرضه حمراء ووشيه أسود، أو وشيه أحمر وأرضه سوداء، فقال مطر لعبد الرحمن بن ربيعة: صدق والله الرجل، لقد نفذ ورأى. فقال: أجل! وَصَفَ صفة الحديد والصفر. اهـ. ملخصًا. تاريخ الطبري 2/542.
وعنه بإختصار: تفسير الرازي 21/144 وتفسير غرائب القرآن 4/460 واللباب في علوم الكتاب 12/561.
وعنه بإختصار: تفسير الرازي 21/144 وتفسير غرائب القرآن 4/460 واللباب في علوم الكتاب 12/561.
وقال العلامة محمود بن عبد الله الألوسي[b]: هما بموضع من الأرض لا نعلمه، وكم فيها من أرض مجهولة، ولعله قد حال بيننا وبين ذلك الموضع مياه عظيمة، ودعوى استقراء سائر البراري والبحار غير مسلمة، ويُجوِّز العقل أن يكون في البحر أرض نحو أمريقا، لم يُظفر بها إلى الآن، وعدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود، وبعد إخبار الصادق، بوجود هذين السدين وما يتبعهما، يلزمنا الإيمان بذلك، كسائر ما أخبر به من الممكنات، والإلتفات إلى كلام المنكرين، ناشئ من قلة الدين. اهـ. روح المعاني 16/38. [/b]
وقال أيضًا: أما ما ذكره بعضهم، من أن الواثق بالله العباسي، أرسل سلامًا الترجمان، للكشف عن هذا السد، فذهب جهة الشمال في قصة تطول، حتى رآه ثم عاد، وذكر له من أمره ما ذكر، فثقات المؤرخين على تضعيفه، وعندي أنه كذب، لما فيه مما تأبى عنه الآية، كما لا يخفى على الواقف عليه تفصيلا. اهـ. روح المعاني 16/42.
قلت (القائل: عبد القادر مطهر): بل قد ذكر هذه القصة عن ابن خرداذبة، مَنْ أسلفنا من المؤرخين، وسكتوا عليها، فالله أعلم.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: وجدت في مجلة التمدن الإسلامي، الصادرة في رمضان سنة 1378هـ 756 تحت عنوان: سد يأجوج ومأجوج ما نصه: توجد في العتبة الواقعة بين بحر الخزر(هو بحر قزوين)، والبحر الأسود، سلسلة جبال توقان، كأنها جدار طبيعي، وقد سد هذا الجدارُ الجبلي، الطريقَ الموصلة بين الشمال والجنوب، إلا طريقًا واحدًا بقي مفتوحًا، هو مضيق داربال، بين ولايتي كيوكز وتفليس، حيث يوجد الآن جدار حديدي من قديم الأزمان. وذكر أنه منقول من كتاب: شخصية ذي القرنين، من منشورات دار البصري في بغداد. اهـ. مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 7/206.
وقال الشيخ محمد أنور شان الكشميري: سدّ يأجوج ومأجوج نحو البلاد الشرقية الشمالية، وأما ما تقول به الملاحدة من أهل العصر، أن ما من بقعة من بقع الأرض إلا ومُسِحَتْ، ولم يوجد له بها يأجوج ومأجوج، وليس بموجود، فغلط محض، فإن في الإفريقية أرض في أربعين منزلا، لم يطؤها قدم واطئ، فإذن قولهم كذبٌ بحتٌ. اهـ. العرف الشذي شرح سنن الترمذي 3/407.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: وما ادعاه الملحدون، أنه لا وجود ليأجوج ومأجوج أصلا، وأنهم لو كانوا وراء السد إلى الآن، لاطلع عليهم الناس، لتطور طرق المواصلات، فغير صحيح، لإمكان أن يكونوا موجودين، والله يخفي مكانهم على عامة الناس، حتى يأتي الوقت المحدد، لإخراجهم على الناس. ومما يؤيد إمكان هذا، أن الله جعل بني إسرائيل يتيهون في الأرض أربعين سنة، وهم في فراسخ قليلة من الأرض، يمشون ليلهم ونهارهم، ولم يطلع عليهم الناس حتى انتهـى أمـد التيه، لأنهم لو اجتمعـوا بالناس، لبينـوا لـهم الطريق. انتهى ملخصًا من أضـواء البيان 3/344–345.
وقال الشيخ حمود بن عبد الله التويجري: وقد اختلفت أقوال العصريين في يأجوج ومأجوج؛ فبعضهم ينكرون وجودهم بالكلية، وينكرون وجود السد الذي جعله ذو القرنين، بينهم وبين الناس. ومستندهم ما تزعمه بعض الدول، في هذه الأزمان، أن السائحين منهم، قد اكتشفوا الأرض كلها، فلم يروا يأجوج ومأجوج، ولم يروا سد ذي القرنين. وهذا في الحقيقة تكذيبٌ، بما أخبر الله به في كتابه، وعلى لسان رسوله r، عن السد ويأجوج ومأجوج، والتكذيب بما أخبر الله به كفرٌ وظلمٌ. اهـ. إتحاف الجماعة 3/168.
وقال الشيخ محمد بن يوسف الكافي: السد حق ثابت، ولا ينفتح ليأجوج ومأجوج إلا قرب الساعة، فمن قال بعدم وجود سد على وجه الأرض، ومستنده في ذلك قول الكشافين من النصارى، وأنهم لم يعثروا عليه، يكفر. اهـ. المسائل الكافيَّة في بيان وجوب صدق خبر رب البرية بواسطة نفس المصدر السابق 3/169.
وقال الشيخ عبد الله بن سليمان الغفيلي: ولا عبرة بمن أنكر وجود يأجوج ومأجوج، ووجود السد الذي بناه ذو القرنين، بحجة ظهور دول الكفر المتقدمة في الصناعة، وأن هؤلاء استطاعوا أن يكتشفوا كل ما في الأرض، ولم يتركوا منها شيئا إلا أتوا عليه، ولكنهم لم يعثروا على يأجوج ومأجوج، ولم يروا سد ذي القرنين. وأما دعواهم أن الأرض اكتشفت كلها، ولم يجدوا فيها يأجوج ومأجوج والسد، فهي دعوى باطلة، تدل على عجز البشر وقصورهم؛ لأن معرفة جميع بقاع الأرض، والإحاطة بما فيها من المخلوقات، لا يقدر عليها إلا الله عز وجل، الذي أحاط بكل شيء علمًا، ولا يلزم من عدم رؤيتهم عدم وجودهم؛ لأنه قد يكون الله عز وجل، صرفهم عن رؤية يأجوج ومأجوج، ورؤية السد، أو جعل بينهم وبين الناس أشياء، تمنع من الوصول إليهم. اهـ. بإختصار. أشراط الساعة ص 185– 186.
وقال الشيخ يوسف بن عبد الله الوابل: إنه لا يعنيننا تحديد مكان السد، بل نقف عند ما أخبرنا الله تعالى به، وما جاء في الأحاديث الصحيحة، وهو أن سد يأجوج ومأجوج موجود، إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد، وخروج يأجوج ومأجوج، وذلك عند دنو الساعة. اهـ. أشراط الساعة ص 377