تحت عنوان "هل السعودية على المحك؟" نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية
مقالا للكاتب الأمريكى المعروف "ديفيد اجنانتيوس" المهتم بالشرق الأوسط .
وقال الكاتب فى بداية مقاله الذى نشر اليوم "إنه من خلال تعيين الأمير
"بندر بن سلطان" كرئيس جديد لجهاز المخابرات السعودى ، فإن المملكة العربية
السعودية تكون أقامت ما يشبه مجلس وزراء الحرب في الوقت الذي يتصاعد فيه
التوتر مع إيران والمعارضة الداخلية المتزايدة من الأقلية الشيعية.
ورأى الكاتب أن السعوديين زادوا أيضا من مستوى التأهب بطرق أخرى للتحضير
لنزاع إقليمي محتمل حيث تم حشد القوات المسلحة السعودية وإعلان حالة
الاستنفار وإلغاء الإجازات الصيفية الشهر الماضي.
وقال الكاتب إن ذلك
له تفسير واحد وهو إعلان حالة التعبئة العامة، فى ظل تنامى توقعات الرياض
بحدوث تطور سريع ومفاجئ فى المنطقة، واحتمال نشوب حرب إقليمية تتورط فيها
تركيا ضد سوريا وتتدخل إيران.
وجاء تعيين رئيس المخابرات الجديد
متزامنا مع قيام المملكة العربية السعودية بزيادة دعمها للمسلحين في سوريا،
فى إطار مساعيها لإسقاط نظام الرئيس "بشار الأسد"، بالتعاون مع اايات
المتحدة وفرنسا وتركيا والأردن وغيرها من الدول التي ترغب فى إسقاط
"الأسد".
وسوف يخلف الامير "بندر" الامير "مقرن بن عبد العزيز"، الذي
لم يكن على علاقة جيدة بالغرب خلال السنوات التي قضاها رئيسا للمخابرات
السعودية، وهو ما جعل البعض يعلق على نطاق واسع بأنه تم الإطاحة به ولكن
هناك من يقول إنه لايزال يحظى الملك "عبد الله"، الذي سيستخدمه كمبعوث خاص
إلى باكستان ودول إسلامية اخرى، له بها خبرة وسيكون مفيدا أكثر حسب الرؤية
السعودية.
والأمير "بندر"، ذاع سيطه عندما كان سفيرا للسعودية فى
واشنطن، إلا أنه فى السنوات القليلة الماضية تم تهميشه بسبب سوء الحالة
الصحية وبعض الأمور الشخصية الأخرى. إلا أن تعيينه فى الوقت الحالى رئيسا
للمخابرات، يشير على الأرجح إلى رغبة الملك "عبد الله" وولي العهد الجديد
الأمير "سلمان" أن يكون لعامل الخبرة والسرية دور مهم فى التعامل مع
القضايا الخارجية الحساسة في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بشكل حاد.
و"بندر" سيكون وسيطا مفيدا، على سبيل المثال، إذا سعت المملكة العربية
السعودية للحصول على أسلحة نووية أو تكنولوجيا الصواريخ الباليستية من
الصين للدفاع عن نفسها أمام التهديدات الايرانية. فقد كان له دور بارز في
صفقة الصواريخ السرية عام 1987 مع الصين، والمعروفة باسم "رياح الشرق".
كما كان له دور نشط أيضا في مهمات سرية مع سوريا ولبنان على مدى عقود،
ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية، ساعد "بندر" في ترتيب زيارة
قام بها مؤخرا الجنرال "مناف طلاس"، المنشق السوري الأعلى رتبة إلى المملكة
العربية السعودية.
وأشار الكاتب الى ان "بندر" يتمتع بعلاقات جيدة مع
أمريكا وهو ما سيجعل المخابرات السعودية على اتصال جيد مع اايات
المتحدة، فقد قضى عقدين من الزمن فى واشنطن كسفير للسعودية. وحافظ "بندر"
على علاقات وثيقة مع وكالة الاستخبارات المركزية خلال فترة رئاسة "رونالد
ريجان"، وقيل إنه ساعد في تنظيم التمويل السري للأعمال السعودية الأمريكية
المشتركة السرية في الشرق الأوسط قبل وبعد حرب الخليج عام 1991.
وكان
"بندر" قريبا جدا من الرئيس "جورج بوش" الأب حتى إنه أصبح يعرف باسم "بوش
بندر"، وهو اللقب الذي استمر فى عهد الرئيس الابن" جورج دبليو بوش".
واستمر "بندر" في لعب دور من وراء الكواليس حتى بعد مغادرته واشنطن في عام
2005، كما لعب دورا فى دعم سياسة "ديك تشيني" نائب الرئيس السابق في
المواجهة ضد إيران.
ومن المثير للاهتمام، أن "بندر" كان هدفا خاصا
لهجمات وسائل الاعلام الايرانية في الايام الاخيرة. ووصف التلفزيون
الايراني "بندر" بأنه عميل للمخابرات الامريكية والموساد الاسرائيلى ، كما
قيل انه تم اغتياله مؤخرا.
وتناضل السعودية من اجل احتواء الاحتجاجات
الشيعية في القطيف، وقد أدت تلك الاحتجاجات، والتي يعتقد السعوديون أنها
بتحريض من إيران، إلى وفاة شخصين في أوائل شهر يوليو. واستمرت المظاهرات في
الاسبوع الماضي وكانت هناك تقارير عن سقوط مزيد من الضحايا.
وقال
الكاتب إن السعوديين غير قادرين على وقف حركة التمرد في القطيف، بل يبدو
أنها تزداد سوءا. وتوقع الكاتب مزيدا من التصعيد فى السعودية فى الايام
المقبلة، ويبدو ان المملكة التى ظلت طوال الأشهر الماضية تقاوم رياح الربيع
العربى، ستكون هى المحطة القادمة.
مقالا للكاتب الأمريكى المعروف "ديفيد اجنانتيوس" المهتم بالشرق الأوسط .
وقال الكاتب فى بداية مقاله الذى نشر اليوم "إنه من خلال تعيين الأمير
"بندر بن سلطان" كرئيس جديد لجهاز المخابرات السعودى ، فإن المملكة العربية
السعودية تكون أقامت ما يشبه مجلس وزراء الحرب في الوقت الذي يتصاعد فيه
التوتر مع إيران والمعارضة الداخلية المتزايدة من الأقلية الشيعية.
ورأى الكاتب أن السعوديين زادوا أيضا من مستوى التأهب بطرق أخرى للتحضير
لنزاع إقليمي محتمل حيث تم حشد القوات المسلحة السعودية وإعلان حالة
الاستنفار وإلغاء الإجازات الصيفية الشهر الماضي.
وقال الكاتب إن ذلك
له تفسير واحد وهو إعلان حالة التعبئة العامة، فى ظل تنامى توقعات الرياض
بحدوث تطور سريع ومفاجئ فى المنطقة، واحتمال نشوب حرب إقليمية تتورط فيها
تركيا ضد سوريا وتتدخل إيران.
وجاء تعيين رئيس المخابرات الجديد
متزامنا مع قيام المملكة العربية السعودية بزيادة دعمها للمسلحين في سوريا،
فى إطار مساعيها لإسقاط نظام الرئيس "بشار الأسد"، بالتعاون مع اايات
المتحدة وفرنسا وتركيا والأردن وغيرها من الدول التي ترغب فى إسقاط
"الأسد".
وسوف يخلف الامير "بندر" الامير "مقرن بن عبد العزيز"، الذي
لم يكن على علاقة جيدة بالغرب خلال السنوات التي قضاها رئيسا للمخابرات
السعودية، وهو ما جعل البعض يعلق على نطاق واسع بأنه تم الإطاحة به ولكن
هناك من يقول إنه لايزال يحظى الملك "عبد الله"، الذي سيستخدمه كمبعوث خاص
إلى باكستان ودول إسلامية اخرى، له بها خبرة وسيكون مفيدا أكثر حسب الرؤية
السعودية.
والأمير "بندر"، ذاع سيطه عندما كان سفيرا للسعودية فى
واشنطن، إلا أنه فى السنوات القليلة الماضية تم تهميشه بسبب سوء الحالة
الصحية وبعض الأمور الشخصية الأخرى. إلا أن تعيينه فى الوقت الحالى رئيسا
للمخابرات، يشير على الأرجح إلى رغبة الملك "عبد الله" وولي العهد الجديد
الأمير "سلمان" أن يكون لعامل الخبرة والسرية دور مهم فى التعامل مع
القضايا الخارجية الحساسة في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بشكل حاد.
و"بندر" سيكون وسيطا مفيدا، على سبيل المثال، إذا سعت المملكة العربية
السعودية للحصول على أسلحة نووية أو تكنولوجيا الصواريخ الباليستية من
الصين للدفاع عن نفسها أمام التهديدات الايرانية. فقد كان له دور بارز في
صفقة الصواريخ السرية عام 1987 مع الصين، والمعروفة باسم "رياح الشرق".
كما كان له دور نشط أيضا في مهمات سرية مع سوريا ولبنان على مدى عقود،
ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية، ساعد "بندر" في ترتيب زيارة
قام بها مؤخرا الجنرال "مناف طلاس"، المنشق السوري الأعلى رتبة إلى المملكة
العربية السعودية.
وأشار الكاتب الى ان "بندر" يتمتع بعلاقات جيدة مع
أمريكا وهو ما سيجعل المخابرات السعودية على اتصال جيد مع اايات
المتحدة، فقد قضى عقدين من الزمن فى واشنطن كسفير للسعودية. وحافظ "بندر"
على علاقات وثيقة مع وكالة الاستخبارات المركزية خلال فترة رئاسة "رونالد
ريجان"، وقيل إنه ساعد في تنظيم التمويل السري للأعمال السعودية الأمريكية
المشتركة السرية في الشرق الأوسط قبل وبعد حرب الخليج عام 1991.
وكان
"بندر" قريبا جدا من الرئيس "جورج بوش" الأب حتى إنه أصبح يعرف باسم "بوش
بندر"، وهو اللقب الذي استمر فى عهد الرئيس الابن" جورج دبليو بوش".
واستمر "بندر" في لعب دور من وراء الكواليس حتى بعد مغادرته واشنطن في عام
2005، كما لعب دورا فى دعم سياسة "ديك تشيني" نائب الرئيس السابق في
المواجهة ضد إيران.
ومن المثير للاهتمام، أن "بندر" كان هدفا خاصا
لهجمات وسائل الاعلام الايرانية في الايام الاخيرة. ووصف التلفزيون
الايراني "بندر" بأنه عميل للمخابرات الامريكية والموساد الاسرائيلى ، كما
قيل انه تم اغتياله مؤخرا.
وتناضل السعودية من اجل احتواء الاحتجاجات
الشيعية في القطيف، وقد أدت تلك الاحتجاجات، والتي يعتقد السعوديون أنها
بتحريض من إيران، إلى وفاة شخصين في أوائل شهر يوليو. واستمرت المظاهرات في
الاسبوع الماضي وكانت هناك تقارير عن سقوط مزيد من الضحايا.
وقال
الكاتب إن السعوديين غير قادرين على وقف حركة التمرد في القطيف، بل يبدو
أنها تزداد سوءا. وتوقع الكاتب مزيدا من التصعيد فى السعودية فى الايام
المقبلة، ويبدو ان المملكة التى ظلت طوال الأشهر الماضية تقاوم رياح الربيع
العربى، ستكون هى المحطة القادمة.