عبدالله بن ياسين
(الزعيم الديني لدولة المرابطين)
"""" من الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُممَّن قَضَى نَحْبَهُ
وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا """"
انه رجلا امة قد قدراللهان يكون دولة من اقوى الدول بعهده دولة المرابطين
ا تلك الدولة لضاعت المغرب العربى كما ضاعت الاندلس انه الدين الذى
يصنع رجال تخط التاريخ بدماءها وارواحها الامام الجليل عبد الله بن ياسين
من منا يعلم شئ عن ذلك العلم الجليل والقائدالديني الفذ والامام القدوة
الاسلام صانع الدول والامم والبلاد
والان مع الامام
نسبه ونشأته
هو عبدالله بن ياسين الجزولي أصله من قرية تماماناوت في طرف صحراء
الملقب بالزعيم الديني لدولةالمرابطين. نشأ الشيخ عبدالله بن ياسين الاقائم بأمر
دولة المرابطين الملقب بالزعيم الديني لدولة المرابطين في طلب العلم، فقد كان
من طلبة أوكاد بن زلوه اللمطي، في داره، التي بناها بالسوس للعلم والخير،
وسماها دار المرابطين، ويتضح أن الشيخ عبد الله بن ياسين كان لديه من
الصفات القيادية، والشخصية، والأخلاقية التي أهلته لأن يبعثه شيخه مع جوهر
بن سكن ليعلم قومه، إذ كان الدين عندهم قليلاً، وأكثرهم جاهلية، وليس عند
أكثرهم غير الشهادتين، ولا يُعرف من وظائف الإسلام سواهما.
حياته التعليمية:
قضى طفولته في مسقط رأسه، وبعد ذلك تردّد على مدن العلم في المغرب، ثم
رحل إلى الأندلس، وتلقى العلم بها، وكان في ذلك الوقت يحكم الأندلس حكام
الطوائف، وكانت البلاد الأندلسية ممزقة مشتتة يطمع فيها الصليبيون الغربيون
من أسبانيا وفرنسا
سكتت المراجع عن أن تذكر شيئاعن تعليم عبد الله، وعن الفقهاء والعلماء
الذين تلقى العلم عليهم وأثروا فيه، وأيضالم يذكروا الشيوخ الذين لازمنهم
وتأثر بهم.
ولقد عرفناه مفسرا للقرآنوراوياً للحديث وعن طريق التحدث والرواية تتلمذ
عليه كثير من أصحابه، ثم إنه درسالفقه وأصوله وفروعه لدرجة أنه كان يفتي
ويتصرف في النصوص بما يتفق وأصول هذا الدينالقويم، ولا يعقل أن يكون
هذا العلم الغزير قد تعلمه في يوم وليلة أو بدون معلم، بللا نكون مبالغين إذ
قلنا إنه فاق علماء عصره.
ويظهر هذا التفوق في أنه نقلما يمكن نقله، وكل ما عرفه إلى الدور العملي؛
مخالفا بهذا ما كان عليه الفقهاءوالعلماء في عصره ومن قبل عصره، حتى
استحق أن يلقب بالداعية، بل كان الداعية الأولفي المغرب.
صادف - كما قلنا - زمن خروجعبدالله إلى بلاد الأندلس أن كانت واقعة في
محنة حكام الطوائف الذين قسموا البلادفيما بينهم، وكان ذلك بعد بداية القرن
الخامس الهجري، الذي يتفق وعمر عبدالله. ولقد رأى ما آل إليه الحكم فيهذه
البلاد، وطغيان هؤلاء الذين اغتصبوا الحكم، وما فعله بعضهم ببعض،
وكيف التحق بالحكام الشعراء والفقهاء والعلماء من هزيلي العقيدة؛ فأباحوا
لهم المنكر وحللوالهم الحرم.
وكان في المغرب والأندلس فئةقليلة ابتعدت عن طريق الحكام الطائفيين في،
وتمسكوا بأهداب الدين القويم، ولم تغرهمالمناصب، ولم تسول لهم نفوسهم أن
يقتربوا من هؤلاء الحكام تحت تأثير تأويل منالتأويلات المريضة التي يظنون
أنهم بها يحسنون صنعا، وهم في الحقيقة قد ضلّ سعيهم, لم تكن تلك الصفوة
التي اختارها الله لتحافظ على الحق إلا سوطا يلهب أحيانا ظهورالحكام الخارجين
على تعاليم الإسلام، كانت مخلصة محافظة على نشر مبادئها، لا تعرفالمراءاة
والمداهنة، وكثيرا ما كانوا يتحسرون على ما آل إليه أمرهم من الفرقةوالانقسام
وارتماء حكامهم في أحضان غير المسلمين. رضي هؤلاء الكرام بشظف العيش
وخشونة الحياة؛ يقيمون في المساجد، يفسرون القرآن ويروون، الحديث ويدعون
الناس إلىالتمسك بنهج السلف الصالح، وكثيرا ما كانوا يعرّضون بالحكام
ويصورون للناس أعمالهم بصورة لا يجدون لهم منها مخرجا إلا الاستسلام للأعداء
الملة؛ لذلك فقد حاربهم أداةالحكم الفاسد، ولكنهم لم يرهبوهم فكانوا يخاطبون
الناس ويجهرون بالقول ويحرضون المسلمين على الخروج على الطغاة, لذلك
فهم على استعداد إما للتقل أو للاستسلام أوالتمثيل بهم.
هذا ما كان عليه حال الأندلسإبان طلب عبد بن ياسين للعلم، و ربما صرفه عنا
لاشتراك مع شيوخه في الدور السياسي في الأندلس شعوره بأن هناك مكانا آخر
أولى به وهو المغرب, فخير مكان ينشر فيهمبادئه وعلمه إنما هو بين
قومه وأهله.ومرت الأيام.. سبع سنوات.., نهل فيها عبد الله ما شاء له، وعرف
الكثير مما عليه حال المسلمين، ووعى كل ذلك بفهمالدارس لكل ما وقع
تحت سمعه وبصره.
حياته العملية:
قرر عبدالله الرجوع إلى وطنه،وأراد أن يكمل المسيرة، ويرى بنفسه ما آلت إليه
البلاد، ويطلع على أحوال أخطر جماعةعلى الإسلام، وفشل كل محاولات ااة
بالمغرب في القضاء عليها، لكنهم لم يتمكنوا منذلك، واستشرى أمرها، وأصبح
في استطاعتها الهجوم على من حولها، وتغيير وجه الشريعةالإسلامية بإدخالهم
عليها من الكذب والبهتان ما يمكن أن يشوه حقيقتها هؤلاء
من (البرغوطيون).
وسوف نتعرض لهم بشئ من التفصيل بعد.
لقد مر على تلك الأقوام، ورأىما آل إليهم من الأمر، وتمنى لو أوتي من القوة ليقضى
على هؤلاء القوم، ويطهر أرض المغرب من عبثهم ومكرهم وخطتهم التي يسيئون
إلى الإسلام بالتغيير والتبديل، وكانمعهم على موعد؛ فقد حقق الله وعده, فسيرجع
إليهم بجيش كبير من المرابطين.
لم تطل إقامته عند أهلهوقبيلته بجزولة، ويعتقد أنه لم يجلس معهم طويلا, فربما
لم يجد في شبابهم من يستطيعأن يكون عوناً له على أداء رسالته؛ ففضل أن يكمل
تعليمه بتهذيب النفس وتأديبهابالانقطاع للعبادة في رباط من الربط القديمة
ليزداد خبرة وعلما، وليتعرف أكثر علىأحوال القوم،وإن في اختلاطه بمن
هو أكبر منه سنا وعلما يكون مدعاة للاستفادة التيقد تنفع في المستقبل
الذي خطط له
لقد اختار رباط نفيس, فإنشهرته عمت الصحراء، قد فاق علمه وأخلاقه ومكانته
الآفاق، وإن وجوده فيه ضرب من تخطيط القدر الذي قد يمر البعض مر العابر
إلاأن الذين لهم أثر في تغيير مجرى الحوادث يكون اهتمام القدر بهم أكثر،
ولا شك أن القدر له مع عبد الله موعد في رباط نفيس.