الجماع علاقة خاصة جدا ومهمة بين الرجل وزوجته ، ولا يمكن أن تحصل بين شخصين إلا هما ، بها تسعد النفوس وتطمئن ، وتتعانق القلوب . 


هذه العلاقة الخاصة لها آداب شرعها الدين العظيم ، حتى تصل السعادة إلى ذروتها ، وحتى تحقق ما شرعت من أجله ، فينبغي للزوجين معرفة هذه الآداب، والتأدب بها، ومنها: 


أولاً:التنظف و التطيب قبل الجماع ؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيطوف على نسائه ثم يصبح محرماً ينضخ طيباً"[رواه البخاري ومسلم]. 


ثانياً: أن ينوي بفعله حفظ نفسه وأهله عن الحرام ، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وفي بُضع أحدكم صدقة)[رواه مسلم] أي في جماعه لأهله. 


ثالثاً: أن تتم بعيدة عن أعين وأسماع الآخرين ، من إنس أو جن ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى أحدكم أهله، فليستتر، ولا يتجردا تجرد العيرين )[رواه ابن ماجه وضعفه الألباني]. وقد كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا كانت له حاجة إلى أهله أخرج الرضيع من البيت. 


رابعاً: أن يقول : "بسم الله" إذا أراد الجماع، ثم يدعو بهذا الدعاء: "اللَّهُم جَنبْنَا الشيطان وَجَنب الشيطان مَا رَزَقْتَنَا" فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا"[رواه البخاري ومسلم]. 


خامساً: أن يقدِّم بين يدي الجماع بالملاطفة والمداعبة والملاعبة والتقبيل؛ قال ابن قدامة: "يستحب له: أن يلاعب امرأته قبل الجماع؛ لتنهض شهوتها، فتنال من لذة الجماع مثل ما ناله"[المعني(7/300)]. 


سادساً: أن لا يعجل بالقيام إذا قضى وطره ؛ لأن ذلك مما يشوش على زوجته ، بل يبقى هنيهة حتى يعلم أنها قد انقضت حاجتها [انظر: المدخل(2/187)]. 


سابعاً : إذا فرغ من قضاء وطره يغتسل ثم ينام ؛ لحديث أبي رافع أن النبي صلى الله عله وسلم طاف ذات يوم على نسائه، يغتسل عند هذه وعند هذه، قال فقلت له: يا رسول الله ألا تجعله غسلا واحدا؟ قال: (هذا أزكى وأطيب وأطهر)[رواه أبو داود وحسنه الألباني] .


فالاغتسال بعد قضاء الوطر ثم ينام بعد ذلك أكمل وأفضل، فإن لم يغتسل قبل نومه؛ فمن السنة أن يتوضأ ثم ينام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءا، فإنه أنشط في العَوْد)[رواه مسلم]. 


ثامناً : الغسل من الجماع ولو لم ينزل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب عليه الغسل وإن لم ينزل)[رواه مسلم]. 


تاسعاً : يجوز للرجل أن يأتي زوجته من أي جهة شاء؛ شريطة أن يكون ذلك في قُبُلها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج)[رواه البخاري ومسلم]. 


عاشراً : أن لا يتحدث بما يكون بينه وبين أهله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها)[رواه مسلم]. 


الحادي عشر : يحرم إتيان الحائض حال حيضها؛ لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} [البقرة(222)]. .