*:: أخلاق النبي صلى الله عليه وسلّم في السِّلم والحرب ::*
كان صلى الله عليه وسلّم يهتدي بهدي القرآن، يَتمثل أخلاقَ القرآنِ،
ويمشي بها في الناس في سلمه وحربه ومع أصدقائه ومع أعدائه؛ فيترجم أخلاق القرآن إلى واقعٍ حيٍّ ملموس
ليكون قدوةً وأسوةً كما وصفه الله عز وجل
{لَقَد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنة لِمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذَكَر اللهَ كثيراً}
[الأحزاب:21].
وقد لخَّصَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلّم دعوتَه وحصرها في قوله ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))؛
لأن الأخلاق شملت سائر الدِّين، فهي ذاتُ ارتباطٍ وثيقٍ بالعقيدةِ، والعبادةِ، والمعاملةِ، والسُّلوكِ، والعاداتِ،
ولها تأثير مُباشر في إيمان المرء وعقيدته ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً)).
فَحسن الخلق مِن كمال الإيمان، وهو مِن أكبر أسباب دخول الجنَّة،
قال صلى الله عليه وسلّم وقد سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: ((تقوى الله وحسن الخلق)).
وكلما كان الرجلُ حَسَنَ الخُلق كلما كان أحب وأقرب إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم
((وإنّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسِنكم أخلاقاً)).
حتى عند القتل والقصاص والذبح الحلال أُمر المسلم بالإحسان ((إذا قتلتم فأحسنوا القِتلةَ،
وإذا ذَبحتم فأحسنوا الذَّبح، ولْيُحِدَّ أحدكم شفرتَه ولْيُرِحْ ذَبيحتَه)).
*:: أخلاق النبي في غزواته ::*
رسول الرحمة والإنسانية لا يغير وضعه في الحرب عن حالة السلم بل في الأولى يستعمل الأخلاق والرحمة مع عدوه أو أصحابه أكثر من حالة السلم وقد تأصلت فيه حتى أصبحت سجية لا تتبدل ومثال ذلك غزوة أحد .
*:: واقعة أحد ::*
واقعة أحد أحدى الغزوات الكبيرة التي خسر المسلمون فيها عسكرياً ولكن انتصروا فيها معنوياً
وأدت إلى نتائج حسنة وكبيرة منها ما كشفت للمسلمين أهمية الإرتباط بالله سبحانه
وأنه لا يجوز الاعتماد على الجانب المادي والعسكري ومنها أخلاقية النبي في هذه الواقعة التي تمثلت في
* صبره صلى الله عليه وآله في هذه الواقعة حيث كسرت رباعيته وسال الدم على كريمته وهو يدعو لهم بالهداية .
* عفوه عن المثلة بمن قتل في تلك الواقعة من أعدائه .
* عفوه عن قاتل عمه حمزة سيد الشهداء .
* ثم عفوه عن بعض أصحابه الذين تركوه في ساعة العسرة،
وينبغي لنا هنا أن نقف وقفة لنتجلى هذه العظمة في هذا الرسول الكريم العظيم .
قال تعالى ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
(آل عمران:159)
* سبب نزول هذه الآية *
سبب ذلك أن جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله الذين كانوا معه في القتال
لمَّا انكسر المسلمون في تلك الواقعة انهزم جملة منهم وذهبوا يمنة ويسرى
وبعضهم ما رجع إلا بعد ثلاثة أيام في أحداث سجلها التاريخ وهؤلاء ندموا على
تركهم رسول الله صلى الله عليه وآله مع جماعة قليلة فنزلت هذه الآية .
الفظ
هو الجافي القاسي، وغلظ القلب كناية عن عدم رقته ورأفته، والانفضاض التفرق.
وفي الآية التفات عن خطابهم إلى خطاب رسول الله صلى الله عليه وآله ،
وأصل المعنى .. فقد لان لكم رسولنا برحمة منا، ولذلك أمرناه أن يعفو عنكم
ويستغفر لكم ويشاوركم في الأمر وأن يتوكل علينا إذا عزم.
وقوله: { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }
إنما سيق ليكون إمضاء لسيرة الرسول فإنه كذلك كان يفعل، وقد شاورهم في أمر القتال قبيل يوم أحد،
وفيه إشعار بأنه إنما يفعل ما يؤمر والله سبحانه عن فعله راض.
وقد أمر الله تعالى نبيه أن يعفو عنهم فلا يرتب على فعالهم أثر المعصية،
وأن يستغفر فيسأل الله أن يغفر لهم وهو تعالى فاعله لا محالة واللفظ وإن كان مطلقا لا يختص بالمورد
غير أنه لا يشمل موارد الحدود الشرعية وما يناظرها وإلا لغا التشريع،
على أن تعقيبه بقوله {وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} لا يخلو عن الإشعار بأن هذين الأمرين
إنما هما في ظرف ااية وتدبير الأمور العامة مما يجري فيه المشاورة معهم.
وقوله: {فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}،
وإذا أحبك كان وليا وناصرا لك غير خاذلك، ولذا عقب الآية بهذا المعنى
ودعا المؤمنين أيضا إلى التوكل فقال: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}
ثم أمرهم بالتوكل بوضع سببه موضعه
فقال: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} أي لإيمانهم بالله الذي لا ناصر ولا معين إلا هو .
قال الفخر الرازي اعلم أن القوم لما انهزموا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم أحد ثم عادوا
لم يخاطبهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم بالتغليط والتشديد، وإنما خاطبهم بالكلام اللين،
ثم إنه سبحانه وتعالى لما أرشدهم في الآيات المتقدمة إلى ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم،
وكان من جملة ذلك أن عفا عنهم، زاد في الفضل والإحسان بأن مدح الرسول صلى اللّه عليه وسلم على عفوه عنهم،
وتركه التغليظ عليهم فقال {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}
ومن أنصف علم أن هذا ترتيب حسن في الكلام .. وفي الآية مسائل منها
اعلم أن لينه صلى اللّه عليه وسلم مع القوم عبارة عن حسن خلقه مع القوم قال تعالى
{وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الشعراء: 215)
وقال: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ)
وقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)
وقال: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}
(التوبة: 128)
وقال عليه الصلاة والسلام: (لا حلم أحب إلى اللّه تعالى من حلم إمام ، ورفقه ،
ولا جهل أبغض إلى اللّه ، من جهل إمام ، وخُرْقه)
فلما كان عليه الصلاة والسلام إمام العالمين، وجب أن يكون أكثرهم حلما وأحسنهم خلقاً.
ولما دخل عليه عثمان مع صاحبيه ما زاد على أن قال: (لقد ذهبتم فيها عريضة)
وروي عن بعض الصحابة أنه قال: لقد أحسن اللّه إلينا كل الإحسان، كنا مشركين،
فلو جاءنا رسول اللّه بهذا الدين جملة، وبالقرآن دفعة لثقلت هذه التكاليف علينا، فما كنا ندخل في الإسلام،
ولكنه دعانا إلى كلمة واحدة، فلما قبلناها وعرفنا حلاوة الإيمان،
قبلنا ما وراءها كلمة بعد كلمة على سبيل الرفق إلى أن تم الدين وكملت الشريعة.
*:: المصادر ::*
* الميزان في تفسير القرآن، ج4، ص: 57.
* مفاتيح الغيب، ج9، ص: 405.
* مفاتيح الغيب، ج9، ص: 405.
كان صلى الله عليه وسلّم يهتدي بهدي القرآن، يَتمثل أخلاقَ القرآنِ،
ويمشي بها في الناس في سلمه وحربه ومع أصدقائه ومع أعدائه؛ فيترجم أخلاق القرآن إلى واقعٍ حيٍّ ملموس
ليكون قدوةً وأسوةً كما وصفه الله عز وجل
{لَقَد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنة لِمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذَكَر اللهَ كثيراً}
[الأحزاب:21].
وقد لخَّصَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلّم دعوتَه وحصرها في قوله ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))؛
لأن الأخلاق شملت سائر الدِّين، فهي ذاتُ ارتباطٍ وثيقٍ بالعقيدةِ، والعبادةِ، والمعاملةِ، والسُّلوكِ، والعاداتِ،
ولها تأثير مُباشر في إيمان المرء وعقيدته ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً)).
فَحسن الخلق مِن كمال الإيمان، وهو مِن أكبر أسباب دخول الجنَّة،
قال صلى الله عليه وسلّم وقد سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: ((تقوى الله وحسن الخلق)).
وكلما كان الرجلُ حَسَنَ الخُلق كلما كان أحب وأقرب إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم
((وإنّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسِنكم أخلاقاً)).
حتى عند القتل والقصاص والذبح الحلال أُمر المسلم بالإحسان ((إذا قتلتم فأحسنوا القِتلةَ،
وإذا ذَبحتم فأحسنوا الذَّبح، ولْيُحِدَّ أحدكم شفرتَه ولْيُرِحْ ذَبيحتَه)).
*:: أخلاق النبي في غزواته ::*
رسول الرحمة والإنسانية لا يغير وضعه في الحرب عن حالة السلم بل في الأولى يستعمل الأخلاق والرحمة مع عدوه أو أصحابه أكثر من حالة السلم وقد تأصلت فيه حتى أصبحت سجية لا تتبدل ومثال ذلك غزوة أحد .
*:: واقعة أحد ::*
واقعة أحد أحدى الغزوات الكبيرة التي خسر المسلمون فيها عسكرياً ولكن انتصروا فيها معنوياً
وأدت إلى نتائج حسنة وكبيرة منها ما كشفت للمسلمين أهمية الإرتباط بالله سبحانه
وأنه لا يجوز الاعتماد على الجانب المادي والعسكري ومنها أخلاقية النبي في هذه الواقعة التي تمثلت في
* صبره صلى الله عليه وآله في هذه الواقعة حيث كسرت رباعيته وسال الدم على كريمته وهو يدعو لهم بالهداية .
* عفوه عن المثلة بمن قتل في تلك الواقعة من أعدائه .
* عفوه عن قاتل عمه حمزة سيد الشهداء .
* ثم عفوه عن بعض أصحابه الذين تركوه في ساعة العسرة،
وينبغي لنا هنا أن نقف وقفة لنتجلى هذه العظمة في هذا الرسول الكريم العظيم .
قال تعالى ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
(آل عمران:159)
* سبب نزول هذه الآية *
سبب ذلك أن جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله الذين كانوا معه في القتال
لمَّا انكسر المسلمون في تلك الواقعة انهزم جملة منهم وذهبوا يمنة ويسرى
وبعضهم ما رجع إلا بعد ثلاثة أيام في أحداث سجلها التاريخ وهؤلاء ندموا على
تركهم رسول الله صلى الله عليه وآله مع جماعة قليلة فنزلت هذه الآية .
الفظ
هو الجافي القاسي، وغلظ القلب كناية عن عدم رقته ورأفته، والانفضاض التفرق.
وفي الآية التفات عن خطابهم إلى خطاب رسول الله صلى الله عليه وآله ،
وأصل المعنى .. فقد لان لكم رسولنا برحمة منا، ولذلك أمرناه أن يعفو عنكم
ويستغفر لكم ويشاوركم في الأمر وأن يتوكل علينا إذا عزم.
وقوله: { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }
إنما سيق ليكون إمضاء لسيرة الرسول فإنه كذلك كان يفعل، وقد شاورهم في أمر القتال قبيل يوم أحد،
وفيه إشعار بأنه إنما يفعل ما يؤمر والله سبحانه عن فعله راض.
وقد أمر الله تعالى نبيه أن يعفو عنهم فلا يرتب على فعالهم أثر المعصية،
وأن يستغفر فيسأل الله أن يغفر لهم وهو تعالى فاعله لا محالة واللفظ وإن كان مطلقا لا يختص بالمورد
غير أنه لا يشمل موارد الحدود الشرعية وما يناظرها وإلا لغا التشريع،
على أن تعقيبه بقوله {وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} لا يخلو عن الإشعار بأن هذين الأمرين
إنما هما في ظرف ااية وتدبير الأمور العامة مما يجري فيه المشاورة معهم.
وقوله: {فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}،
وإذا أحبك كان وليا وناصرا لك غير خاذلك، ولذا عقب الآية بهذا المعنى
ودعا المؤمنين أيضا إلى التوكل فقال: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}
ثم أمرهم بالتوكل بوضع سببه موضعه
فقال: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} أي لإيمانهم بالله الذي لا ناصر ولا معين إلا هو .
قال الفخر الرازي اعلم أن القوم لما انهزموا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم أحد ثم عادوا
لم يخاطبهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم بالتغليط والتشديد، وإنما خاطبهم بالكلام اللين،
ثم إنه سبحانه وتعالى لما أرشدهم في الآيات المتقدمة إلى ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم،
وكان من جملة ذلك أن عفا عنهم، زاد في الفضل والإحسان بأن مدح الرسول صلى اللّه عليه وسلم على عفوه عنهم،
وتركه التغليظ عليهم فقال {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}
ومن أنصف علم أن هذا ترتيب حسن في الكلام .. وفي الآية مسائل منها
اعلم أن لينه صلى اللّه عليه وسلم مع القوم عبارة عن حسن خلقه مع القوم قال تعالى
{وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الشعراء: 215)
وقال: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ)
وقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)
وقال: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}
(التوبة: 128)
وقال عليه الصلاة والسلام: (لا حلم أحب إلى اللّه تعالى من حلم إمام ، ورفقه ،
ولا جهل أبغض إلى اللّه ، من جهل إمام ، وخُرْقه)
فلما كان عليه الصلاة والسلام إمام العالمين، وجب أن يكون أكثرهم حلما وأحسنهم خلقاً.
ولما دخل عليه عثمان مع صاحبيه ما زاد على أن قال: (لقد ذهبتم فيها عريضة)
وروي عن بعض الصحابة أنه قال: لقد أحسن اللّه إلينا كل الإحسان، كنا مشركين،
فلو جاءنا رسول اللّه بهذا الدين جملة، وبالقرآن دفعة لثقلت هذه التكاليف علينا، فما كنا ندخل في الإسلام،
ولكنه دعانا إلى كلمة واحدة، فلما قبلناها وعرفنا حلاوة الإيمان،
قبلنا ما وراءها كلمة بعد كلمة على سبيل الرفق إلى أن تم الدين وكملت الشريعة.
*:: المصادر ::*
* الميزان في تفسير القرآن، ج4، ص: 57.
* مفاتيح الغيب، ج9، ص: 405.
* مفاتيح الغيب، ج9، ص: 405.