» تفسير الوسيط:
ولذا جاء التعقيب بعد هذه الآية بقوله-تبارك وتعالى-: ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ.
أى: ذلك الذي فعلناه بهم من تبديل جنتيهم، بجنتين ذواتي أكل خمط.. هو الجزاء العادل لهم بسبب جحودهم وترفهم وفسوقهم عن أمرنا.
وإننا من شأننا ومن سنتنا أننا لا نعاقب ولا نجازي هذا الجزاء الرادع الشديد، إلا لمن جحد نعمنا، وكفر بآياتنا، وآثر الغي على الرشد، والعصيان على الطاعة.
فاسم الإشارة يعود إلى التبديل الذي تحدثت عنه الآية السابقة.
وهو المفعول الثاني لجزيناهم مقدم عليه.
أى: جزيناهم ذلك التبديل لا غيره.
والمراد بالجزاء هنا: العقاب.
قال صاحب الكشاف: قوله: وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ بمعنى: وهل يعاقب.
وهو الوجه الصحيح.
وليس لقائل أن يقول: لم قيل: وهل يجازى إلا الكفور، على اختصاص الكفور بالجزاء، والجزاء عام للمؤمن والكافر، لأنه لم يرد الجزاء العام وإنما أريد الخاص وهو العقاب.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور .
قوله تعالى : ذلك جزيناهم بما كفروا أي هذا التبديل جزاء كفرهم .
وموضع ذلك نصب ; أي جزيناهم ذلك بكفرهم .
وهل نجازي إلا الكفور قراءة العامة ( يجازى ) بياء مضمومة وزاي مفتوحة ، ( الكفور ) رفعا على ما لم يسم فاعله .
وقرأ يعقوب وحفص وحمزة والكسائي : نجازي بالنون وكسر الزاي ، ( الكفور ) بالنصب ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ، قالا : لأن قبله جزيناهم ولم يقل جوزوا .
النحاس : والأمر في هذا واسع ، والمعنى فيه بين ، ولو قال قائل : خلق الله تعالى آدم صلى الله عليه وسلم من طين ، وقال آخر : خلق آدم من طين ، لكان المعنى واحدا .
مسألة : في هذه الآية سؤال ليس في هذه السورة أشد منه ، وهو أن يقال : لم خص الله تعالى المجازاة بالكفور ولم يذكر أصحاب المعاصي ؟ فتكلم العلماء في هذا ; فقال قوم : ليس يجازى بهذا الجزاء الذي هو الاصطلام والإهلاك إلا من كفر .
وقال مجاهد : يجازى بمعنى يعاقب ; وذلك أن المؤمن يكفر الله تعالى عنه سيئاته ، والكافر يجازى بكل سوء عمله ; فالمؤمن يجزى ولا يجازى لأنه يثاب .
وقال طاوس : هو المناقشة في الحساب ، وأما المؤمن فلا يناقش الحساب .
وقال قطرب خلاف هذا ، فجعلها في أهل المعاصي غير الكفار ، وقال : المعنى على من كفر بالنعم وعمل بالكبائر .
النحاس : وأولى ما قيل في هذه الآية وأجل ما روي فيها : أن الحسن قال مثلا بمثل .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من حوسب هلك فقلت : يا نبي الله ، فأين قوله جل وعز : فسوف يحاسب حسابا يسيرا ؟ قال : إنما ذلك العرض ومن نوقش الحساب هلك .
وهذا إسناد صحيح ، وشرحه : أن الكافر يكافأ على أعماله ويحاسب عليها ويحبط ما عمل من خير ; ويبين هذا قوله تعالى في الأول : ذلك جزيناهم بما كفروا وفي الثاني : ( وهل يجازى إلا الكفور ) ومعنى ( يجازى ) : يكافأ بكل عمل عمله ، ومعنى جزيناهم .
وقيناهم ; فهذا حقيقة اللغة ، وإن كان ( جازى ) يقع بمعنى ( جزى ) .
مجازا .
ولذا جاء التعقيب بعد هذه الآية بقوله-تبارك وتعالى-: ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ.
أى: ذلك الذي فعلناه بهم من تبديل جنتيهم، بجنتين ذواتي أكل خمط.. هو الجزاء العادل لهم بسبب جحودهم وترفهم وفسوقهم عن أمرنا.
وإننا من شأننا ومن سنتنا أننا لا نعاقب ولا نجازي هذا الجزاء الرادع الشديد، إلا لمن جحد نعمنا، وكفر بآياتنا، وآثر الغي على الرشد، والعصيان على الطاعة.
فاسم الإشارة يعود إلى التبديل الذي تحدثت عنه الآية السابقة.
وهو المفعول الثاني لجزيناهم مقدم عليه.
أى: جزيناهم ذلك التبديل لا غيره.
والمراد بالجزاء هنا: العقاب.
قال صاحب الكشاف: قوله: وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ بمعنى: وهل يعاقب.
وهو الوجه الصحيح.
وليس لقائل أن يقول: لم قيل: وهل يجازى إلا الكفور، على اختصاص الكفور بالجزاء، والجزاء عام للمؤمن والكافر، لأنه لم يرد الجزاء العام وإنما أريد الخاص وهو العقاب.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور .
قوله تعالى : ذلك جزيناهم بما كفروا أي هذا التبديل جزاء كفرهم .
وموضع ذلك نصب ; أي جزيناهم ذلك بكفرهم .
وهل نجازي إلا الكفور قراءة العامة ( يجازى ) بياء مضمومة وزاي مفتوحة ، ( الكفور ) رفعا على ما لم يسم فاعله .
وقرأ يعقوب وحفص وحمزة والكسائي : نجازي بالنون وكسر الزاي ، ( الكفور ) بالنصب ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ، قالا : لأن قبله جزيناهم ولم يقل جوزوا .
النحاس : والأمر في هذا واسع ، والمعنى فيه بين ، ولو قال قائل : خلق الله تعالى آدم صلى الله عليه وسلم من طين ، وقال آخر : خلق آدم من طين ، لكان المعنى واحدا .
مسألة : في هذه الآية سؤال ليس في هذه السورة أشد منه ، وهو أن يقال : لم خص الله تعالى المجازاة بالكفور ولم يذكر أصحاب المعاصي ؟ فتكلم العلماء في هذا ; فقال قوم : ليس يجازى بهذا الجزاء الذي هو الاصطلام والإهلاك إلا من كفر .
وقال مجاهد : يجازى بمعنى يعاقب ; وذلك أن المؤمن يكفر الله تعالى عنه سيئاته ، والكافر يجازى بكل سوء عمله ; فالمؤمن يجزى ولا يجازى لأنه يثاب .
وقال طاوس : هو المناقشة في الحساب ، وأما المؤمن فلا يناقش الحساب .
وقال قطرب خلاف هذا ، فجعلها في أهل المعاصي غير الكفار ، وقال : المعنى على من كفر بالنعم وعمل بالكبائر .
النحاس : وأولى ما قيل في هذه الآية وأجل ما روي فيها : أن الحسن قال مثلا بمثل .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من حوسب هلك فقلت : يا نبي الله ، فأين قوله جل وعز : فسوف يحاسب حسابا يسيرا ؟ قال : إنما ذلك العرض ومن نوقش الحساب هلك .
وهذا إسناد صحيح ، وشرحه : أن الكافر يكافأ على أعماله ويحاسب عليها ويحبط ما عمل من خير ; ويبين هذا قوله تعالى في الأول : ذلك جزيناهم بما كفروا وفي الثاني : ( وهل يجازى إلا الكفور ) ومعنى ( يجازى ) : يكافأ بكل عمل عمله ، ومعنى جزيناهم .
وقيناهم ; فهذا حقيقة اللغة ، وإن كان ( جازى ) يقع بمعنى ( جزى ) .
مجازا .